Gouvernance Locale

L' article est momentanément indisponible en langue française

يمتد النسيج التاريخي الإسلامي لمدينة نابل العتيقة على العشرات من الهكتارات، وهي بهذه المساحة قابلة للمقارنة مع عديد المدن التاريخية التونسية كالمهدية وبنزرت والمنستير.

يتميز تخطيط المدينة العتيقة بوفائه للنموذج العربي الإسلامي الكلاسيكي. فالنواة الأولى للمدينة العتيقة هي عبارة عن قصر يشغل نحو هكتار ألحق به المسلمون في ضلعه الشرقي مسجدا جامعا وهو الجامع الكبير الحالي. وقد أحاطت بهذه النواة من الجهات الأربعة الأسواق الأولى لنابل التي ولئن تغيرت أنشطتها، فقد احتفظت الذاكرة ببعض أسمائها مثل سوق الغزل وسوق اللفة والحدادة.

وقد أحيطت هذه النواة الأولى بحزام عمراني من الجهات الأربعة برزت به لأول مرة أحياء خارج حي القصر. ويتكون هذا الحزام من سوق البلغة والأحياء المحيطة مباشرة بالجامع الكبير. أما الحزام الثالث للمدينة العتيقة الذي جعل مساحتها تتضاعف، فيعود فيه الفضل دون شك إلى الجالية الأندلسية (القرن 17). فاطلاقا من هذه الفترة التاريخية، اكتسبت نابل ملامح مدينة ذات تأثيرات أندلسية. ويبرز ذلك من خلال العادات والتقاليد والغذاء ونمط الحياة. وهكذا ظهر في هذه الفترة حي الربط والبحاير والمحفر. ولا يستبعد أن تكون هذه المساحة كانت محاطة بأسوار اندرست معالمها وبقيت شاهدة عليها أسماء أبوابها مثل باب الخوخة، باب صالح وباب بلد.

وأخيرا، وفي بداية القرن العشرين، ستشهد نابل انفجارا معماريا جديدا إذ ستدمج بنسيجها التاريخي أحياء كانت خارجها وأهمها الأحواش. و ستعمد السلطات الإستعمارية إلى إحاطة كامل النسيج الإسلامي بسوار جديد من المعالم والمساكن على الطراز الأروبي، نجد ملامحها في شارع الهادي شاكر حاليا، وكذلك نهج فرنسا. وقد صار هذا الحزام الاستعماري بدوره، نظرا لطابعه الكولونيالي القديم، ومقارنة بالأحياء العصرية لما بعد الإستقلال، جزءا من النسيج التاريخي للمدينة، نسيج نما بأسلوب الدوائر المتراكبة على إيقاع الزمن والإستقطاب المتتالي لعناصر بشرية جديدة.

              أنور المرزوقي

أستاذ جامعي و رئيس اللجنة العلمية 

        لجمعية صيانة مدينة نابل

 cet article est momentanément indisponible en langue française

خلال شهر جويلية من سنة 1962، اقترح المهندس الطيب لعوينتي، عضو اللجنة البلدية المكلفة بالأشغال العامة على المجلس البلدي بنابل فكرة انجاز شارع كبير (شارع الحبيب بورقيبة الحالي) يشق المدينة ليؤدي مباشرة إلى البحر.

وكانت هناك شجرة (أوكاريا إكسلزا) ذات الخضرة الداكنة، نمت في محيط محطة الرتل، وتوجد في محور الطريق المزمع القيام به. تم الإعداد لاقتلاعها، لكن الحس الفني للمهندس الطيب لعوينتي جعله لا فقط يحافظ على الشجرة بل يزيدها قيمة عندما أهدى لها ثوبا أصيلا من فخار نابل. وهكذا ولدت جرة نابل.

أعد السيد الطيب لعوينتي تصاميم الجرة، وقام ببنائها الطيب مشماش. بعد ذلك، تكفل السيد عبد القادر عبد الرزاق مصحوبا بابن عمه محمد، وهما رمزان من رموز صناعة الفخار بنابل بوضع نماذج الزينة والزخرفة مستلهمين من التراث الزخرفي التقليدي النابلي. ثم عهدت مهمة نقل الرسم الشفاف مباشرة على الجرة إلى محمد العوينتي وحسن السكنداجي الذان قاما أيضا بتلوينها وذلك باستعمال الألوان المميزة لمملكة الفخار.

ونحن اليوم في أواخر سنة 2020، وقد بلغت الجرة من العمر58 سنة، كما بلغت من الشهرة ما بلغت حتى صارت من رموز مدينة نابل تروج للسياحة التونسية وإحدى مكونات الهوية التونسية، لا بد من الإشارة إلى قيمة هذا العمل الفني المتميز والناجح.

إن جرة نابل هي ثمرة عمل فني جماعي نفذه مجموعة من الحرفيين المحليين الذين تعتز بهم مدينة نابل لأنهم كانوا مبدعين في مجالاتهم الفنية.

ولا بد من التذكير بأن مسرحية "الجرة لاباس" التي كتب نصها المرحوم المنصف قرط وأخرجها الأستاذ الحداد بوعلاق سنة 1976 هي تعبير عن مدى تأثير الجرة في المخيال الشعبي لأهالي المدينة، حيث صارت الجرة مصدرا للإلهام.

              أنور المرزوقي

أستاذ جامعي و رئيس اللجنة العلمية 

        لجمعية صيانة مدينة نابل

  • by Super User
  • Explore
  • Avr 02, 2021

يمثل قطاع الصناعات التقليدية  في مدينة نابل رافدا اقتصاديا هاما ، كما يعد مقوما من مقومات الشخصية الوطنية إذ يساهم في التواصل بين الماضي والحاضر وترسيخ الهوية وتثبيت روح الأصالة والانتماء للحضارات والثقافات التي تعاقبت عليها ، كما يمثل قطاع الصناعات التقليدية أيضا ميزة بالنسبة إلى المدينة خاصة في مجالي صنع الفخار والخزف الفني ، فضلا عن تنوعها حيث توجد بالمدينة عدة اختصاصات أخرى على غرار التطريز اليدوي و خياطة الملابس التقليدية و الحدادة الفنية و النجارة التقليدية و صناعة منتوجات من القصب و الرسم و التزويق على جميع المحامل.

* سلطة الإشراف: المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية

* أسواق الصناعات التقليدية  :  01  شارع فرحات حشاد نابل

* مؤسسات التكوين المهني ذات العلاقة  : مركز التكوين في الحرف الفنية بنابل

* مؤسسات التعليم العالي ذات العلاقة: المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل – المعهد العالي للغات بنابل

* الجمعيات الناشطة  في المجال: جمعية صيانة مدينة نابل

* عدد الحرفيين الناشطين في القطاع  :

النسيج: 102 حرفي

الإكساء: 547 حرفي

الجلد و الأحذية: 144 حرفي

الخشب: 127 حرفي

النباتات: 143 حرفي

المعادن: 201 حرفي

الطين و الحجارة: 1055 حرفي

البلور: 16 حرفي

حرف مختلفة: 904 حرفي

 

  • by Super User
  • Explore
  • Mar 17, 2021

Top